( الهمزية )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
بمناسبة المولد النبوي الشريف نقدم لكم أفراد عائلتنا الموقرة قصيدة الهمزية في مدح خير البرية للامام البوصيري :

كيف ترقى رُقِـيَّـكَ الأنبياءُ ـــ يا سماءً ما طاولـَتـْها سماءُ
لم يساووك في عُلاك وقد حا ـــ لَ سناً منك دونهم وسناءُ
إنما مثـّـلوا صفاتِك للنا ـــ س ِ كما مَـثــّـلَ النجومَ الماءُ
أنت مصباحُ كل ِ فضلٍ فما تصـ ـــ ـدرُ إلا عن ضوئك الأضواءُ
لك ذاتُ العلومِ مِن عالِم الغيـ ـــ ـبِ ومنها لآدمَ الأسماءُ
لم تزل في ضمائرِ الكونِ تـُختا ـــ رُ لك الأمهاتُ والآباءُ
ما مضت فترةٌ من الرسْلِ إلا ـــ بشّرَتْ قومَها بك الأنبياءُ
تتباهى بك العصورُ وتسمو ـــ بك علياءٌ بعدَها علياءُ
وبدا للوجودِ منك كريم ٌ ـــ مِن كريمٍ ءاباؤهُ كـُرَماءُ
نسبٌ تحسِبُ العـُلا بـِحُلاهُ ـــ قلـّدَتـْها نجومَها الجوزاءُ
حبذا عِقدُ سؤدَدٍ وفـَخارٍ ـــ أنت فيه اليتيمةُ العَصماءُ
ومُحَيـَّا كالشمسِ منك مضيءٌ ـــ أسفرَتْ عنه ليلةٌ غرّاءُ
ليلةُ المولدِ الذي كان للديـ ـــ ـن ِ سرورٌ بيومه وازدِهاءُ
وتوالَت بشرى الهواتف أنْ قد ـــ وُلـِدَ المصطفى أو حُـقَ الهناءُ
وتداعى إيوانُ كسرى ولولا ـــ ءايةٌ منك ما تداعى البناءُ
وغدا كلُ بيتِ نارٍ وفيهِ ـــ كـُربةٌ مِن خمودها وبلاءُ
وعيونٌ للفـُرْس ِ غارتْ فهل كا ـــ نَ لنيرانـِهم بها إطفاءُ
مولدٌ كان منه في طالِعِ الكفـ ـــ ـرِ وَبالٌ عليهم ووباءُ
فهنيئاً به لآمنة َ الفضـ ـــ ـلُ الذي به شـُرِّفـَتْ حواءُ
مَن لحواءَ أنها حملـَتْ أحـ ـــ ـمدَ أو أنها به نفساءُ
يوم نالت بوضعِه ابنةُ وهبٍ ـــ مِن فـَخارٍ ما لم تنله النساءُ
شمّتـَتـْهُ الأملاكُ إذ وضعـَتـْهُ ـــ وشفـَتـْنا بقولها الشـّـفـّـاءُ
رافعاً رأسَه وفي ذلك الرفـ ـــ ـعُ إلى كلِ سؤدَدٍ إيماءُ
رامقاً طرْفـُهُ السماءَ ومرمى ـــ عين ِ مَن شأنـُهُ العـُـلـُوُ العَلاءُ
وتدلـّتْ زُهْرُ النجومِ إليهِ ـــ فأضاءت بضوئها الأرجاءُ
وتراءتْ قصورُ قيصرَ بالرو ـــ م ِ يراها مَن دارُهُ البطحاءُ